قال العتبي: لما اشتدت شوكة العراق على عبد الملك بن مروان خطب في الناس، وقال: إن نيران أهل العراق قد علا لهبها، وكثر حطبها، فجمرها حار، وشهابها وار، فهل من رجل ذي سلاح عتيد وقلب حديد أبعثه لها؟! فقام الحجاج وقال: أنا يا أمير المؤمنين. فقال: ومن أنت؟! قال: أنا الحجاج بن يوسف بن الحكم بن عامر. فقال له: اجلس. ثم أعاد الكلام، فلم يقم أحد غير الحجاج، فقال: كيف تصنع إن وليتك؟ قال: أخوض الغمارات، وأقتحم الهلكات، فمن نازعني حاربته، ومن هرب مني طلبته، ومن لحقته قتلته، أخلط عجلة بتأنٍّ، وصفوًا بكدر، وشدة بلين، وتبسمًا بازورار، وعطاءً بحرمان، وما على أمير المؤمنين إلا أن يجرب، فإن كنت للأوصال قطاعًا، وللأرواح نزاعًا، وللأموال جماعًا، وإلا
فليستبدل بي. فقال عبد الملك: من تأدب وجد بغيته، اكتبوا له كتابه.
فليستبدل بي. فقال عبد الملك: من تأدب وجد بغيته، اكتبوا له كتابه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق