إعلان 13

إعلان 13

الخميس، 7 يوليو 2016

الرشيد والمرأة

دخلت على الرشيد امرأة وقالت له: أتمَّ لله أمرك، وفرَّحك فيما أعطاك، لقد قسطت بما فعلت زادك لله رفعة. 
فلما سمع قولها التفت إلى أرباب دولته، وقال: أعلمتم ما قالت
المرأة؟ وما القصد من كلامها؟ فقالوا: ما فهمنا من كلامها إلَّا دعاءً لحضرتك بالخير.
فقال: لا بل دعاء عليَّ. فقالوا: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟! فقال: أما قولها (أتم لله أمرك) أرادت به قول الشاعر:

إذا تم أمر بدا نقصه .... ترقب زوالا ً إذا قيل تم

وأما قولها (فرَّحك لله بما أعطاك) أرادت بقوله تعالى:
((حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أوُتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً))
وأما قولها (لقد قسطت بما فعلت) أرادت قوله تعالى:
((وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا))
وأما قولها (وزادك رفعة) أرادت به قول الشاعر حيث يقول: 

ما طار طير وارتفع ... إلا كما طار وقع

ثم التفت إلى المرأة، وقال لها: ما حملك على هذا الكلام؟ قالت: إنك قتلت أهلي وقومي. فقال: ومن أهلك وقومك؟ فقالت: البرامكة. فأراد أن يجزيَها ببعض العطايا فلم ترضَ، وذهبت في حال سبيلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق