إعلان 13

إعلان 13

الخميس، 7 يوليو 2016

الدهري وأبو حنيفة عند الرشيد

حكي أن دهريٍّا (ملحد) جاء إلى هارون الرشيد وقال: يا أمير المؤمنين، قد اتفق علماء عصرك - مثل أبي حنيفة - على أن للعالم صانعًا، فمن كان فاضلًا من هؤلاء فمرهُ أن يحضر ها هنا، حتى أبحث معه بين يديك، وأثبت له أنه ليس للعالم صانع، فأرسل هارون الرشيد إلى أبي حنيفة؛ لأنه كان أفضل العلماء، وقال: يا إمام المسلمين، اعلم أنه قد جاء إلينا دهريٌّ وهو يدَّعي نفي الصانع، ويدعوك إلى المناظرة. فقال أبو حنيفة: أذهب
بعد الظهر. فجاء رسول الخليفة، وأخبر بما قاله أبو حنيفة، فأرسل إليه ثانية، فقام أبو حنيفة وأتى إلى هارون الرشيد، فاستقبله هارون، وجاء به، وأجلسه في الصدر، وقد اجتمع الأركان والأعيان، فقال الدهري: يا أبا حنيفة لِمَ أبطأت في مجيئك؟ فقال أبو
حنيفة: قد حصل لي أمر عجيب فلذلك أبطأت؛ وذلك أن بيتي وراء دجلة، فخرجت من منزلي وجئت إلى جنب دجلة حتى أعبرها، فرأيت بجنب دجلة سفينة عتيقة معطلة قد افترق ألواحها، فلما وقع بصري عليها اضطربت الألواح وتحركت واجتمعت وتوصل
بعضها ببعضوصارت السفينة صحيحة بلا نجار ولا عمل عاملٍ، فقعدت عليها وعبرت وجئت إلى ها هنا! فقال الدهري: اسمعوا أيها الأعيان ما يقول إمامكم وأفضل زمانكم! فهل سمعتم كلامًا أكذب من هذا؟! كيف تحصل السفينة المكسورة بلا عمل نجار؟! فهو كذب محض قد ظهر من أفضل علمائكم! فقال أبو حنيفة: أيها الكافر المطلق، إذا لم تحصل السفينة بلا صانع ونجار فكيف يجوز أن يحصل هذا العالم من غير صانع؟! أم كيف تقول بعدم الصانع؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق